تُعد أبوظبي الإمارة الأكبر مساحةً في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشمل ثلاث مناطق رئيسية، هي: مدينة أبوظبي ومنطقة العين ومنطقة الظفرة.
وتعتبر مدينة أبوظبي المركز التجاري والثقافي للإمارة، وتقع على ساحل الخليج العربي، وتضم العديد من الجزر، من بينها جزيرة ياس، الوجهة التي تحتضن مراكز ترفيهية رائدة، وجزيرة السعديات التي تضم متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف "تيم لاب فينومينا أبوظبي" للفنون الرقمية، وغيرهما من المعالم الفنية والثقافية المميّزة.
وتضم منطقة العين العديد من المواقع الثقافية، ومنها مواقع مدرَجة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، وجبل حفيت، الذي يُعد أعلى قمة جبلية في إمارة أبوظبي، بارتفاع يصل إلى 1،240 متراً فوق سطح البحر.
وتُعد منطقة الظفرة مركزاً زراعياً مهماً، وتستضيف مهرجان ليوا للرطب السنوي، الذي يحظى باهتمام واسع، كما تضم عدداً من حقول النفط والغاز.
تشتهر إمارة أبوظبي بتراثها العريق وتاريخها الذي يمتد لأكثر من ألفَي سنة، ويعود إلى العصر الحجري، وهو الوقت الذي يُعتقَد أن أوائل سكان الإمارة بدأوا فيه بالاستقرار في هذه المنطقة.
واستقرت قبيلة بني ياس، التي تنتمي إليها أسرة آل نهيان، في واحة ليوا بحدود العام 1761. وحتى اكتشاف النفط في العام 1958، كان اللؤلؤ هو أبرز صادرات الإمارة.
واليوم، أبوظبي من بين أكبر منتجي ومصدري النفط والغاز في العالم. كذلك تُعد الإمارة رائدة في مجال الطاقة البديلة والمتجددة، فعلى سبيل المثال، تحتضن أبوظبي محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، والتي تعد أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد على مستوى العالم، كما تضم محطات "براكة" للطاقة النووية، والتي تعد أولى محطات الطاقة النووية السلمية في العالم العربي. وتُخطط أبوظبي، بصفتها مطوراً رئيسياً لتكنولوجيا الطاقة النظيفة والتطوير الحضري المستدام من خلال شركة مصدر، إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة لتوليد 50% من احتياجاتها من الطاقة بحلول عام 2030.
ومن خلال مركزها المالي الدولي الرائد، "أبوظبي العالمي" (ADGM)، تعمل الإمارة على تعزيز مكانتها على الخارطة المالية العالمية. ويحتضن "أبوظبي العالمي" (ADGM) مقر سوق أبوظبي للأوراق المالية (ADX)، أكبر بورصة في دولة الإمارات العربية المتحدة من حيث القيمة السوقية. ويُعد كذلك مقراً لبورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة، وهي بورصة مستقلة للعقود الآجلة يتم من خلالها تداول مشتقات العقود الآجلة لخام "مربان"، كما تتداول النفط الخام والغاز الطبيعي المسال من أدنوك. ويضم "أبوظبي العالمي" (ADGM) نظاماً مزدهراً للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في صناعة التكنولوجيا المالية.
وفي الوقت الحالي، تسعى حكومة أبوظبي إلى تسريع جهودها نحو تنويع اقتصادها من خلال تنفيذ مبادرات وسياسات تعمل على خلق الفرص وتحفيز الابتكار وتعزيز مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.
تُعد إمارة أبوظبي مركزاً عالمياً رائداً في مجال الابتكار والبحث والتطوير، بفضل المبادرات الطموحة التي أُطلِقت لدفع القطاع الاقتصادي قدماً، والمُساهمة في تطوير وتأسيس اقتصادٍ قائمٍ على المعرفة والابتكار.
في عام 2020، تأسَّس مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، الذي يُعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط؛ ويهدف إلى وضع الخطط الاستراتيجية للبحث والتطوير، والإشراف عليها، وتعزيز الاستثمار في تطوير المعرفة، والإسهام في دعم مسيرة العلم والاستكشاف.
وتعمل أبوظبي على تعزيز مكانتها كمركز عالمي رائد للبحث والتطوير والابتكار من خلال الاستثمارات المستهدفة وتطوير القطاعات الاستراتيجية. وفي هذا الإطار يسهم مكتب أبوظبي للاستثمار بدور محوري في تمكين القطاعات عالية النمو واستقطاب الشركات الناشئة والمبتكرة إلى الإمارة.
وأطلق المكتب عدداً من المجمّعات الاقتصادية الاستراتيجية مثل "مجمّع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة (SAVI)" الذي يهدف إلى تطوير حلول النقل والتنقل الذكية والمستدامة، و"مجمّع الصحة والطب واللياقة لحياة مستدامة (HELM)" لتعزيز منظومة علوم الحياة، و"مجمّع تنمية الغذاء ووفرة المياه (AGWA)" من أجل تعزيز الأمن الغذائي والمائي، بما يدعم استقطاب الاستثمارات العالمية، ويعزز منظومة الأعمال في الإمارة، ويدفع عجلة الابتكار والنمو والتنويع الاقتصادي.
بدورها توفر إدارة الصناعة والتجارة في مكتب أبوظبي للاستثمار مجموعة متكاملة من خدمات الدعم بهدف تهيئة بيئة ملائمة تسهل نمو الشركات وتدفع جهود تنمية القطاع الصناعي وجذب الاستثمارات عالية القيمة من الناحية الصناعية من خلال مجموعة من خدمات الدعم الشاملة.
ومن خلال شبكتها المتنامية من الشركاء الدوليين، تقدم Hub71، منظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي التابعة لمكتب أبوظبي للاستثمار، دعماً إضافياً للمبتكرين والشركات الناشئة من خلال إتاحة الأدوات والفرص التي تمكنهم من تطوير ابتكاراتهم والتوسع بها على المستويين الإقليمي والدولي.
ويولي المكتب أهمية خاصة لتمكين وتشجيع الابتكار من خلال ضخ الاستثمارات المشتركة وإبرام الشراكات بين القطاعين العام والخاص وتقديم الدعم التنظيمي والتعاون مع مؤسسات أكاديمية مثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
وتُسهم هذه المبادرات مجتمعة في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي رائد للابتكار والصناعات المستقبلية، ومنصة للشركات العالمية الراغبة في تطوير أعمالها والتوسع عالمياً انطلاقاً من أبوظبي.
يعتمد أسلوب الحياة في أبوظبي على القيم الثقافية الأصيلة، المتمثلة في التنوع والشمولية والتسامح، إذ تُعد الإمارة موطناً لأكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم، نظراً لما توفره من جودة حياة عالمية المستوى، حيث تنسجم الحداثة مع التقاليد الإماراتية الأصيلة.
وتفتخر أبوظبي بتراثها العريق وتاريخها القبلي الذي يمتد لأكثر من ألفَي سنة. وقد أسهم الحفاظ على تاريخ الإمارة وثقافتها وموروثها الطبيعي في دعم التعبير الفني المعاصر، وترسيخ القيم الإنسانية النبيلة، المتمثلة في التنوع والشمولية والانسجام.
ويتضح هذا الإرث الغني بشكل خاص في متحف اللوفر أبوظبي، أول متحف عالمي يعرض القيم الإنسانية المشتركة من خلال تسليط الضوء على أوجه التشابه بين الحضارات. وقد أرسى المتحف نموذجاً جديداً للتعاون الثقافي، يُركز على مفهوم "المتحف العالمي" ويعزز مكانة الإمارة مركزاً ثقافياً دولياً.
ويبرز التزام أبوظبي بقيم التسامح والوئام بين الأديان في جامع الشيخ زايد الكبير، الذي يُعد تحفة معمارية إسلامية حديثة، يفتح أبوابه للزوار من مختلف الأديان والمعتقدات، ويجسد قيم التسامح والتعايش الإنساني المشترك. وينعكس هذا الالتزام كذلك في مشروع "بيت العائلة الإبراهيمية"، الذي يجمع في موقع واحد كلاً من المسجد والكنيسة والكنيس اليهودي.
تمتد إمارة أبوظبي على مساحة تبلغ 67,340 كيلومتراً مربعاً، وتضم أكثر من 200 جزيرة طبيعية. ويمنحها موقعها الاستراتيجي ميزة الربط بين ثلاث قارات، مما يتيح لها، إلى جانب بقية إمارات الدولة، فرصة التواصل المتميز مع ثلثي سكان العالم بمتوسط زمن رحلة جوية لا يتجاوز ثماني ساعات.
وتتميز الإمارة بتنوع بيولوجي غني يدعم نظاماً بيئياً حيوياً للنباتات والحياة البرية، حيث تنمو بها غابات القرم الساحلية، وتعيش أنواع الحياة البرية الأصلية في تناغم مع اقتصاد يرتكز على التنمية المستدامة.
وتتبوأ هيئة البيئة - أبوظبي موقع الريادة الاستراتيجية في جهود الإدارة البيئية، وبصفتها الجهة المنظمة والرئيسية المعنية بحماية الموارد الطبيعية والمحافظة عليها في إمارة أبوظبي، وانطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات في مجال الاستدامة، تعمل الهيئة على تحقيق توازن دقيق بين الأهداف البيئية الطموحة ومتطلبات التنمية الاقتصادية، مستندةً إلى إرث يمتد لأكثر من 25 عاماً من الخبرة في المجال البيئي، ومتميزة بريادتها في توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في مختلف عملياتها ومبادرتها.
وتقود الهيئة جهوداً نوعية في مجال صون النظم البيئية ترتكز على أسس علمية دقيقة ومنهجيات متطورة، والتي تشمل إعادة توطين المها العربي، إلى جانب الإشراف على ثاني أكبر تجمع لأبقار البحر في العالم، وافتتاح مركز المصادر الوراثية النباتية الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي. وفي مجال الحياة البحرية، حققت الهيئة إنجازات بارزة، من أبرزها إعادة تأهيل أكثر من مليون مستعمرة مرجانية بنسبة نجاح بلغت 95%؛ وإطلاق مبادرة لإنشاء أكبر حديقة مرجانية في الشرق الأوسط؛ كما تمكنت من إحداث تحول نوعي في قطاع الثروة السمكية بالإمارة، حيث بات 97% من الصيد يأتي من مخزونات سمكية مستدامة. وفي مجال الحياة البرية، رسمت الهيئة خرائط تفصيلية لأكثر من 100 ألف شجرة محلية، وقادت جهود واسعة لإعادة تأهيل النظم البيئية الصحراوية.
ومن خلال شبكة زايد للمحميات الطبيعية، التي تضم 20 محمية طبيعية تغطي مختلف الموائل البيئية، تواصل هيئة البيئة – أبوظبي جهودها في صون التنوع البيولوجي الحيوي في البيئات البرية والبحرية.
كما طورت الهيئة سياسات رائدة في مجال الاستدامة البيئية، كـ"سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة" التي أسهمت في التوقف عن إهدار أكثر من 360 مليون كيس بلاستيكي يستخدم لمرة واحدة، إلى جانب "نظام استرداد القناني" الذي نجح في جمع أكثر من 100 مليون قنينة قابلة لإعادة التدوير.
وفي جهودها لمواجهة تحديات تغير المناخ، تتولى هيئة البيئة – أبوظبي قيادة جهود الإمارة من خلال وضع استراتيجيات وخطط شاملة للتكيف مع تغير المناخ تهدف من خلالها إلى تعزيز جودة الهواء، واستدامة موارد المياه الجوفية، وتحسين جودة التربة، إلى جانب تحقيق إدارة أكثر كفاءة واستدامة للنفايات عبر بيئة تنظيمية متكاملة وبرامج متقدمة للرصد والقياس البيئي.
وتعتمد الهيئة على تبني نظام صارم للتفتيش وإصدار التصاريح البيئية، حيث تعزز أعمالها من خلال إبرام شراكات استراتيجية محلية وعالمية، مع حرصها على الإشراك الفاعل للمجتمع، وبشكل خاص على تمكين الشباب وإشراكهم في العمل البيئي.
وانطلاقاً من هذه المبادرات، تواصل هيئة البيئة - أبوظبي ترسيخ مكانتها كمرجع إقليمي ودولي في مجالات الحوكمة البيئية والابتكار البيئي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.